الكثير من الصعاب إبتداءا بطريق غير ممهد وغياب محطات البنزين، ونادرا ما تجد سيارة تمر بالجوار، إنها الواحات البحرية التابعة لمحافظة الجيزة والتى تبعد عن جنوبها بمسافة 345 كيلو مترا، والتى يعود تاريخها وشهرتها منذ احتلال الرومان لمصر وتمركز بعض من القوات الرومانية بها.
وفى الطريق إليها تجد أيات الله فى الأرض تتجسد أمام عيناك فى شكل هضاب وجبال ورمال ليست بالمنظر العادى، إنما بشكل يشبه المعجزة المنبثقة من جمال الطبيعة، فيما ترى المنازل مكونة من الطوب الأبيض مغطاه بالـ"الخيش" أو الأخشاب البالية، يستخدم فوق الكثير منها خلايا الطاقة الشمسية لتوصيل الكهرباء بالإضافة إلى استخدامهم السخان الشمسى وهو عبارة عن جهاز لتسخين المياه أوقات الشتاء.
منصور عبد الراضى سائق يعمل بالأجرة للزوار لمنطقة الحيز الصحراوية بالواحات، فيصطحب الزوار فى رحلة سفارى عبر الصحراء التى عندما تراها تشعر أنها لا متناهية، والتى تتخللها بعض الخضرة فى بقاع صغيرة جدا منها، وترى هياكل عظمية كاملة لحيوانات يصعب تحديد ماهيتها بعد تحلل أجزاء كبيرة منها، ولا يعلم أحد كيف جاءت إلى هناك أو الطريقة التى ماتت بها.
ويكشف منصور خلال لقائه بـ"فيديو7"، قناة اليوم السابع، عن مصدر المياه الوحيد لأهالى الواحات، والذى بدونه لا يستطيعون النجاة، وهو عبارة عن أبار جوفية يتم استخدام آلات لاستخراجها من باطن الأرض، والتى تستخدم السولار كمصدر طاقة لتشغيلها، لافتا إلى أن استخراج المياه من باطن الأرض يستغرق وقتا طويلا، وموضحا أن لا يوجد مواسير أو محطات تكرير مياه فى المنطقة سوى تلك الآبار التى تتغذى عليها محاصيلهم.
فيما رصدت كاميرا "فيديو 7"، اختلاط المياه القادمة من تحت باطن الأرض بالسولار المستخدم فى الآلات المستخدمة لاستخراج تلك المياه.
والتقى فريق اليوم السابع بالحاجة ألاء عبد السيد، والتى قالت مازحة عند سؤالها عن عمرها : "والله ما أنا عارفة"، مضيفة "انا عايزة يبنولى البيت، لو شوية غبار جيه من برة البيت بييجوا عليا انا وجوزى واحنا جوا، وجوزى غلبان ولا وظيفة ولا حاجة".
فيما قال سالم مرضى أحمد، من أهالى منطقة الحيز، "إحنا بنور مكن 6 ساعات فقط بالليل، ولا يوجد إنارة فى النهار، ولو عطلت مكنة ممكن نقعد بالأيام فى الظلام"، لافتا إلى أن هناك مناطق تروى مياه وأخرى لا يوجد بها أبار إغاثة أو مياه، وبيطلع المياه باكتفاء ذاتى، يعنى ممكن يحوش القرشين وعرقه وعرق أولاده عشان يحفر بيه بير يطلع منه مياه."
وأضاف مرضى "المنطقة التى نسكن بها لا يوجد بها أى محطة بنزين أو جاز حتى"، مضيفا أن محطات تكرير المياه فى الواحات وبمنطقة الحيز على وجه الخصوص، لا يوجد بها سوى محطة أو اثنان على مستوى القرى لتكرير المياه، موضحا أن المياه تجد فيها دائما كلور ونسبة حديد وكبريت ونشربها بدون تكرير أو تنقية.
وأضاف عبد الستار رمزى “مفيش طرق خالص ولا فى أسفلت بين القرى كلها مدقات الجبال، وممكن واحدة عيانة أو بتولد يجيبوها في جرار زراعي أو نقل عشان يطلعوها للأسفلت، وأقرب وحدة صحية لنا على بعد 45 كيلو مترا ”، هكذا بدأ صابر نور الدين أحد سكان منطقة الحيز بالواحات البحرية سرد معاناتهم اليومية فى الحياة والحصول على أبسط حقوقهم الإنسانية، لافتا إلى أن الوحدة الصحية الموجودة فى المنطقة تم إنشائها منذ 17 عاما ولم ينتهى بنائها حتى الآن.
بالفيديو..« وثائقى » .. « الواحات البحرية » معجزة الله فى الأرض
الجمعة، 13 يونيو 2014 02:33 م